ساره يوسف مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 93 تاريخ التسجيل : 11/04/2010
| موضوع: لا يُرى غيركَ رُبـَّانَ السفينْ الأربعاء أبريل 21, 2010 9:28 am | |
|
” عندما كنت شابا يافعا ذا خيال خصب وطموح بلا حدود كان حلمى أن أصلح العالم لكن لما نضجت وأصبحت أكثر فطنة ودراية اكتشفت أن العالم لن يتغير حسب مزاجى وقررت أن أقلل من طموحى وأكتفى باصلاح وتغيير بلدى وحسب !! إلا أننى سرعان ما تبين لى أن هذا أيضا بحكم المستحيل ولما تقدم بى السن قمت بمحاولة أخيره لإصلاح أقرب الناس إلى عائلتى وأصدقائى إلا أننى فوجئت بمقاومتهم للتغيير والآن وأنا على فراش الموت اتضح لى أنه لو ركزت فى البدء على اصلاح نفسى لكنت مهدت الطريق لتغيير عائلتى التى كانت ستتخذنى مثالا وبدعم من عائلتى المحبة لى كنت سأستطيع تغيير بلدتى ومن يدرى لعله كان باستطاعتى عندها أن أغير العالم ” كثير منا يريد أن يصلح حال أمته وأن ترتفع قيمتها بين الأمم ويبدأ فى وضع التصورات والخطط لكنه سرعان ما تصيبه خيبة الأمل لأنه لم يبدأ البداية الصحيحة ولم يتحرك فى الاتجاه المطلوب. فكثير من الناس خلقه الله ووضع فيه قدرات خاصة ومواهب متميزه …خلق ليقود …وخلق ليرقى وليرتقى بالآخرين وليأخذ نفسه بما هو لها أهل.
وإلى هؤلاء أكتب كلماتى وأسيل مداد قلمى أن هلموا إلى تغيير واقعكم لتكونوا مشاعل الأمل المضىء فى دياجير الظلام وتكونوا طوق النجاه لأمة أوشكت على الغرق.
وكما يقول العلامه مالك بن نبى ” أن الإنسان يعيش في ثلاثة عوالم: عالم الأفكار، وعالم الأشخاص، وعالم الأشياء. فلكل حضارة عالم أفكارها، وعالم أشخاصها، وعالم أشيائها”. ويقصد بعالم الأفكار : ـ هو ما يشغل عقل الإنسان من المعتقدات و المسلمات و التصورات والمبادئ والقيم و وتشمل أيضا المشاعر و الأحاسيس أما عالم الأشخاص : ـ فيقصد به مجموعة الأفراد و العلاقات و القوانين التي تنظم حياة الأشخاص. أما عالم الأشياء : ـ فهو كل ما ينتجه هذا الإنسان من الإنجازات والنجاحات والخدمات المحسوسة والملموسة . هذه العوالم الثلاثة موجودة عند كل إنسان ولكى تنهض الأمم لابد أن يتغير عالم أفكار أفرادها ولكى يتضح الكلام أكثر دعنا نقف مع هذا المثال نقلا عن مالك بنى بنى “حاول أن تتخيل معنا قوماً من الأمازون أو من الأدغال الأفريقية، بعالمهم الفكري المتواضع وبدائيتهم وقد تم نقلهم إلى ألمانيا، بينما نقل الشعب الألماني إلى أفريقيا أو إلى الأمازون، ماذا كان سيحدث حينها؟ الأمر سيبدو واضحاً جلياً، وهو أن الألمان في هذه الحالة سيعمِّرون المناطق الأمازونية أو الأفريقية ويصلحونها، بينما ستُدَمَّرُ ألمانيا ببنائها وحضارتها وشوارعها على يد القبائل البدائية .. أما الشاهد من هذه القصة فهو أن عالم الأفكار عندما يكون نامياً ومتطوراً ويحتوي على أفكار، يستطيع أن يخلق عالم الأشياء حوله. والعكس ليس بصحيح. فعالم الأشياء المتطور إذا لم يقابله عالم أفكار متطور يمكن أن يدمر تحت مطارق التخلف الفكري. والأمر بَيِّنٌ وواضحٌ وجليّ. فعالم الأفكار يمثل المنطقة التي تتم فيها التحولات الكبرى” أحبتى لا سبيل للنهوض الا بالعلم الذى يعود بالفائدة والمنفعه على أنفسنا وعلى أمتنا علينا أن نطرق أبواب العلم وأن نكون أساتذه فى أماكن عملنا وأن نغير من عالم افكارنا ليتغير العالم من حولنا .. علينا أن نقرأ ونقرأ ونتعرف على علوم الآخرين وانجازاتهم .. علينا أن نقارع العالم بالعلم فهو السبيل الصحيح والطريق السليم إذا أردنا يوما أن نكون فى طليعه الأمم.
ورحم الله اقبال حين قال:
إن هذا العصر ليلٌ فأنرْ … أيها المسلمُ ليلَ الحــائرين وسفينُ الحق في لج الهوى … لا يرى غيرك ربانَ السفين
منقــــــــــــــــــــــــــول
| |
|